لمخطوطات التي وصفها المستشرقة مرجريت رودينكو في كتابها الشهير ( وصف المخطوطات الكردية ) وبيان أهمية كل مخطوطة مع التعليقات الضرورية حولها
جودت هوشيا ر
تحتضن روسيا مجموعة نفيسة ونادرة من المخطوطات الكردية التي تمثل جانبا مهما من التراث الكردي وربما خير ما في هذا التراث من آثار أدبية كلاسيكية ونصوص فولكلورية ونتاجات لغوية وتأريخية وأثنوغرافية . وليس ذلك بالأمر الغريب , فقد كانت روسيا القيصرية الدولة الأوروبية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع كردستان وكانت السباقة الى اقامة العلاقات الوثيقة مع الكرد بسبب موقع كردستان الستراتيجي المتأخم لحدود روسيا الجنوبية ولتأمين مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية ، فقد كان لموقف الكرد خلال الحروب المتكررة بين روسيا وتركيا أحيانا وايران أحيانا أخرى تأثير لايستهان به على نتائج هذه الحروب . وبعد ضم مناطق ما وراء القفقاس الى الامبراطورية الروسية , إشتد اهتمام الروس بالكرد وبلادهم , وتجلى هذا الاهتمام في ظهور أعمال أستشراقية مهمة في روسيا عن الكرد وكردستان بحلول منتصف القرن التاسع عشر .
وكان لكل من أكاديمية العلوم الروسية والجمعية الجعرافية الروسية دور بارز فى هذا المجال . ويقتضينا الإنصاف هنا أن نؤكد بأن روسيا كانت المهد الأول للكردولوجيا بمفهومها العلمي المنهجي و تحتل مكان الصدارة في هذا الميدانالى عهد قريب, حيث أن ما قدمه الكردولوجيون الروس والسوفيت من بحوث ودراسات عن لغة وأدب وتأريخ وثقافة الكرد ومن أعمال علمية ديموغرافية وجيو بوليتيكية عن كردستان يتسم بالعمق و الموضوعية من حيث النوع و يبلغ أضعاف ما قدمه المستشرقون الغربيون من حيث الكم ، وقد بذل الكردولوجيون الروس الآوائل ( ليرخ , فيليامينوف – زيرنوف , يكيزياروف , زابا , اوربيلي , مينورسكي , نيكيتين ) جهودا" كبيرة لاستجلاء تأريخنا وثقافتنا ودراسة تراثنا واجتهدوا في التحليل ولفتوا الأنظار الى قضايا حيوية, لم يسبق لأحد في الكشف عنها وتفسيرها . وإننا ندين لهؤلاء الرواد بالكثير في مجال إثراء تراثنا الثقافي والغوص في منابعه الاصيلة وإلقاء الأضواء على جوانبه المختلفة , يدفعهم الى ذلك حب العلم والمعرفة والاعجاب بالشعب الكردي وخصاله الحميدة , التي تركت أعمق الأثر في نفوسهم . وأعتقد ان الجهد الذي بذله الكساندر زابا , لايدانيه أي جهد آخر , فقد حفظ لنا جزءا" مهما" من تراثنا الثقافي الذي شكل القاعدة الاساسية لدراسة هذا التراث على نحو منهجي من قبل الجيلين الثاني والثالث من الكورولوجيين الروس والسوفيت .
لقد عمل الكسندر زابا بصفة قنصل روسيا القيصرية في مدينتي ارضروم وسميرنا ( أزمير حاليا" ) طيلة (33 ) عاما" ( 1836 – 1869 ) , حيث قام بتكليف من أكاديمية العلوم الروسية , بدراسة اللغة الكردية ولهجاتها وجمع مواد و نصوص تتعلق بأدب وفولكلور و لغة وتأريخ الكرد وكذلك المخطوطات الكردية .
لم يكن زابا مجرد رجل دبلوماسي , بل مثقفا" موسوعيا" ذا نظرة تقدمية بالنسبة الى عصره وسياسة حكومته . وكانت مهمته عسيرة , تكتنفها الصعاب , فقد كان يتعين عليه , أن يتعلم اللغة الكردية ويطلع على التراث الكردى ويختلط بالمثقفين الكرد ويشجعهم على مساعدته في انجاز المهمة التي كلف بها من قبل الأكاديمية الروسية .
وبرغم كل هذه المصاعب , استطاع زابا أن يجمع حوله مجموعة من خيرة العلماء والأدباء في كردستان الشمالية وفي مدينة أرضروم على وجه الخصوص , وفي مقدمتهم الملا محمود البايزيدي .
وتقول المستشرقة الرائدة مرجريت رودينكو ( 1930 – 1976 ) م نقلا" عن زابا - ان البايزيدي ولد على الأرجح في آواخر القرن الثامن عشر بين عامي ( 1797 – 1799 )- وتأريخ وفاته أكثر غموضا" حيث ورد فى بعض المصادر الكردية انه توفي عام 1860 في حين ان ثمة مخطوطات مدونة بخط يده تعود الى عام 1867 م . وكنا اول من صحح تأريخ وفاة البايزيدى ،فى مقالنا المكرس لترجمة حياته واعماله.
لقد قام البايويدي بأعمال جليلة في توثيق التراث الكردي وجمع المخطوطات الكردية واستنساخها وفي تأليف عدد من الكتب باللغة الكردية عن أدب وتأريخ وأثنوغرافيا وفولكلور الكرد . وكان على مدى سنوات عديدة الساعد الأيمن لألكساندر زابا وقد اثمرت جهودهما المشتركة عن جمع مجموعة من أنفس وأندر المخطوطات الكردية الأصيلة التي تضم خير ما في التراث الكردي من آثار ادبية كلاسيكية ونتاجات لغوية وأثنوغرافية وتأريخية ونصوص فولكلورية من الأدب الشعبي الكردي .
وقد ظلت هذه المخطوطات والمخطوطات الكردية الاخرى التي جمعها المستشرقون الروس , في زوايا النسيان في خزائن مدينة بطرسبورغ ( عاصمة روسيا القيصرية والتي كانت تتركز فيها الدراسات الاستشراقية في روسيا القيصرية وفيها المقر الرئيس لاكاديمية العلوم الروسية ) . نقول أن هذه المخطوطات بقيت حبيسة خزائن ولم يعرف بوجودها الا بعض منتسبي معهد الاستشراق أو بتعبير اكثر دقة بعض المسؤولين عن حفظها وربما كانت ستبقى كذلك لولا ان امتدت اليها يد كريمة لعالمة تدرك القيمة الفكرية العظيمة للكنوز والدور الثمينة التي تتضمنها هذه المخطوطات هي يد المستشرقة الروسية الرائدة مرجريت رودينكو , فأخرجتها الى النور ونفضت عنها غبارالسنين والاهمال والجمود , وكشفت النقاب عن محتوياتها وذلك في عام 1957 حين نشرت دراسة قيمة تحت عنوان ( مجموعة الكساندر زابا من المخطوطات الكردية ) ثم أصدرت في عام 1961 كتابها الشهير ( المجموعة اللينينغرادية من المخطوطات الكردية ) ورودينكو هي التي لفتت أنظار الباحثين الآخرين الى وجود عدد كبير من المخطوطات الكردية في خزائن لينينغراد ( بطرسبورغ حاليا" ) ولم تكتف رودينكو بذلك بل كرست حياتها الخصبة وطاقتها العلمية الكبيرة لتحقيق وترجمة ونشر أهم النتاجات الشعرية والنثرية التي تتضمنها هذه المخطوطات وكانت رودينكو قد حصلت على شهادة الدكتوراه ( كانديدات ) في عام 1954 عن واحدة من د رر التراث الكردي وهي القصة الشعرية ( مم و زين ) لأعظم شاعر كردي هو الشاعر والفيلسوف والمفكر الخالد أحمد خاني والذي تعتبر نتاجاته الشعرية ذروة تطور الشعر الكردي في القرن السابع عشر ورائد مدرسة أدبية متميزة ولدت بين جوانحها الشعور القومي الكردي والتطلعات القومية المشروعة للأمة الكردية، وفي عام 1962أصدرت رودينكو كتابا" جامعا" وشاملا عن ملحمة ( مم و زين ) وقامت بدراسة مقارنة لنصوصها الفولكلورية والادبية وترجمتها الى اللغة الروسية مع مقدمة قيمة وتعليقات ذكية وقد اصبح هذا الكتاب مرجعا و مصدرا للباحثين الأخرين وبضمنهم الباحثين الكرد الذين تناولوا هذه القصة الشعرية بالبحث والتحليل فى السنوات اللاحقة ولم يستطع احد منهم فى حقيقة الأمر التخلص من تأثير رودينكو القوى.
وفي عام 1973 حصلت رودينكو على شهادة الدكتوراه العليا ( دكتوراه العلوم ) عن القصة الشعرية ( يوسف وزليخة ) للشاعر الكردي الكلاسيكى سليم بن سليمان كما قامت بترجمة هذه القصة الى اللغة الروسية وكتبت مقدمة طويلة لها مع الشروح اللازمة ونشرت بعد وفاتها المبكر بمرض السرطان فى لينينغراد (بطرسبورغ حاليا) و ذلك في صيف عام 1976 .
ومن بين المخطوطات التي قامت رودينكو بتحقيقها وترجمتها الى اللغة الروسية ونشرها " ( الشيخ صنعان ) لفقي طيران و ( ليلى ومجنون ) لحارس البدليسي و ( عادات وتقاليد الكرد ) للملا محمود البايزيدي . "
ولها كتاب تحت عنوان ( حكايات شعبية كردية ) واشتركت في تحقيق وترجمة (الأغاني والقصص الملحمية الكردية ) وقد صدرت هذه النتاجات المحققة والمترجمة خلال عقد الستينات وأسهمت رودينكو في كافة الندوات والمؤتمرات الاستشراقية داخل روسيا وخارجها وقدمت فيها دراسات قيمة عن التراث الكردي ونشرت مقالات عديدة , لعل أهمها ( قصائد مجهولة لأحمد خاني ) و ( قصائد غير منشورة منسوبة الى الشاعر الشعبى الكردي جعفر قولي ) والتي نشرت في المجلات العلمية المتخصصة و قام كاتب هذه السطور بترجمة قصائد الشاعر جعفرقولى و نشرها فى مجلة(كولان العربى) المحتجبة عن الصدور حاليا.
وجمعت رودينكو عددا" كبيرا" من الحكم ةالأمثال الكردية والتي نشرت ضمن كتاب ( الأمثال والأقوال السائرة لشعوب الشرق الصادر في موسكو عام1961 وقد قامت رودينكو بجمع هذه الأمثال والأقوال السائرة من عدد كبير من المصادر اضافة الى جهودها الشخصية فى تسجيل ما سمعته من افواه كرد ما وراء القفقاس و اسيا الوسطى(ارمينيا، جورجيا، اذربيجان ، تركستان ،كازاخستان –الخ) .كما قامت بأستجلاء كنوز تراثنا الأدبى وقدمتها مشرقة وضاءة الى ألأوساط ألأستشراقية والجماهير العريضة من القراء الروسوالسوفييت وألأجانب وبذلك دحضت بأعمالها الرائدة الزعم الذي كان سائدا" في الأوساط الاستشراقية بعدم وجود أدب مدون للكرد على الرغم من اتفاق معظم الكردولوجيين بأن للكرد أدب شعبي شفاهي بالغ الثراء والخصوبة .
لقد أصبحت أعمال رودينكو العلمية علامة بارزة وصفحة مضيئة في تأريخ الكوردولوجيا وفتحت الطريق أمام المستشرقين الآخرين والباحثين الكرد لولوج ميدان تحقيق مخطوطات التراث الكردي وتركت بصماتها على الدراسات اللاحقة في هذا المجال . ونظرا" لأهمية كتابها الشهير ( وصف المخطوطات الكردية ) وكثرة الاشارة اليه في الدراسات الكردية كمصدر لا غنى عنه للباحثين والأدباء وصعوبة الحصول عليه , حيث أنه قد طبع في عام 1961 بسبعمائة نسخة فقط للعلماء والمستشرقين ولم يخصص للجمهور العريض من القراء , فقد ارتأينا تقديم عرض شامل ووافٍ عن محتويات هذا الكتاب الثمين الذي يتضمن وصفا" علميا" دقيقا" للمخطوطات الكردية المحفوظة في خزائن بطرسبورغ .مع مانراه ضروريا من ملاحظات وتعليقات.
يتألف الكتاب من مقدمة ووصف للمخطوطات حسب النهج العلمي المعتمد في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية كما يتضمن كشافين أولهما بأسماء المؤلفين والمترجمين والناسخين وثانيهما بأسماء النتاجات الواردة في المخطوطات .
وتتحدث المؤلفة في مقدمة الكتاب عن ظروف تأليف أو استنساخ هذه المخطوطات ودور كل من الكساندر زابا والملا محمود البايزيدي في تدوينها أو الحصول عليها ونبذة عن حياتهما وأثارهما العلمية وتعاونهما المثمر على مدى سنوات طوال .
تتوزع المخطوطات الكردية في بطرسبورغ ( لينينغراد ) على مكتبتين هما مكتبة سالتيكوف – شد رين الحكومية العامة ( وسنشير اليها لاحقا" بعبارة – المكتبة العامة ) ومكتبة معهد الاستشراق ( وسنذكرها لاحقا" باسم – مكتبة الاستشراق ) . ففي المكتبة الاولى مجموعة نفيسة للغاية من المخطوطات التي جمعها الكسندر زابا خلال فترة عمله في تركيا بمساعدة البايزيدي وتتكون مجموعة أ. زابا من (54) مخطوطة منها (44) مخطوطة باللغة الكردية و (4) مخطوطات باللغة الفارسية و (3) مخطوطات باللغة التركية و (3) مخطوطات باللغة الفرنسية . أما في المكتبة الثانية فثمة عدد آخر من المخطوطات الكردية منها (3) مخطوطات مأخوذة من مجموعة أ. زابا .
أما المخطوطات الأخرى فقد قدمت الى المكتبة في أوقات مختلفة من قبل بعض المستشرقين ( دورن , فيليا مينوف – زيرنوف .... الخ ) ويتضمن كتاب رودينكو وصفا" شاملا" للمخطوطات الكردية في كلا المكتبتين ويبلغ عددها الاجمالي ( 84 ) مخطوطة . وتتوزع هذه المخطوطات على (4) أقسام ( الفولكلور , الأدب , اللغة , الأثنوغرافيا والتأريخ ) .
1--الفولكلور :
يبلغ عدد المخطوطات الكردية التي تتضمن النصوص الفولكلورية الكردية أو المترجمة الى اللغة الكردية في شتى أنماط وألوان الفولكلور , (14) مخطوطة ويمكن تقسيمها حسب مضامينها الى ثلاث مجاميع : تتضمن المجموعة الأولى عددا" كبيرا" من القصص والحكايات الشعرية الكردية الشائعة في الفولكلور الكردي , لعل في مقدمتها قصة الحب المأساوي بين ( مم و زين ) وقد قامت رودينكو بمقارنة النصوص الفولكلورية لهذه القصة مع ملحمة ( مم و زين ) للشاعر الخالد أحمد خاني وتوصلت الى استنتاج مهم يؤكد أن النص الفولكلوري المدون في المخطوطة رقم (B2514 ) هو أقرب النصوص الى الى ملحمة أحمد خاني من حيث المضمون وتطور الحبكة القصصية . وكانت رودينكو أول من لفتت الأنظار الى هذه الحقيقة ضمن رسالتها لنيل شهادة الدكتوراه عام ( 1954 ) والتي كانت بعنوان : ( ملحمة الشاعر الكردي أحمد خاني ( مم وزين ) ) حيث دافعت عن رسالتها العلمية هذه بنجاح في العام ذاته . وهي-اى الرسالة- أول بحث علمي عن ملحمة خاني الرائعة .
وفي المخطوطة نفسها عدد من الملاحم والقصائد الأخرى مثل ( عمر بك وهي قصيدة طويلة على شكل ثلاثيات شعرية و تتألف من ( 187 ) بيتا وتتحدث عن المعارك التي دارت بين الأخوين عمر بك وعيسى بك من اجل الزعامة , كما تتضمن المخطوطة الحكاية الشعرية الموسومة ( معارك ابراهيم خان ضد ايران ) وهي ايضا ثلاثيات تتألف من ( 169 ) بيتا" من الشعر وعنوان الحكاية يدل على مضمونها . أما الحكاية الشعرية ( معارك بوز بك ودرويش آغا ) المؤلفة من ( 175 ) بيت شعر فهي ثلاثيات عن أحداث معركة بين زعيمين كرديين , تنتهي بمقتل بوز بك وفي المخطوطة حكاية شعرية شعبية لها معالجات أدبية عديدة وهي حكاية ( الحصان الأسود ) وتتألف من رباعيات شعرية يربو عدد أبياتها على ( 241 ) بيتا". وثمة فى المخطوطة قصائد وقطع شعرية أخرى .
ويلاحظ وجود ترجمة انجليزية—من عمل زابا على ألأرجح-- لبعض هذه الحكايات في المخطوطة المذكورة .
أما المجموعة الثانية من المخطوطات الكردية المتضمنة للنصوص الفولكلورية الكردية فأنها تتألف من عدد كبير من الأغاني الكردية من السلسلة النسائية وهي أغاني عاطفية أو مرحة تنشد في الاعراس على نحو جماعي ( كورالي ) وكذلك السلسلة الرجالية التي تمجد البطولة والاقدام والتضحية والامتياز الحربي . وهذه الأغاني الكردية الأصيلة تمتاز بجمال كلماتها وروعة الحانها وهي معين لاينضب للفن الكردي . والمخطوطات التي تضم هذه الأغاني هي المخطوطة رقم Kurd 3 الموسومة ( لاويزك ) أي ( أغاني البطولة ) ولها نسختان . والمخطوطة رقم Kurd5 الموسومة ( بريته ) أي ( أغاني الاعراس ) ولها نسختان أيضا" . والمخطوطة رقم Kurd 49 الموسومة ( كلامي كجان ) أي ( أغاني الفتيات ) .
أما المجموعة الثالثة فهي طائفة كبيرة من القصص والحكايات الشعبية والحكم والأمثال المترجمة من اللغتين الفارسية والتركية الى اللغة الكردية فالمخطوطة رقم Kurd 40 الموسومة ( در المجالس ) تضم 58 حكاية وقصة شعبية ترجمها عن الفارسية الملا موسى الحكاري في منتصف القرن التاسع عشر بتكليف من الكساندر زابا . ومن بين هذه الحكايات والقصص الشعبية : ( فرهاد وشيرين ) و ( يوسف وزليخة ) و ( الملك ضحاك ) و ( بطولات رستم ) و ( أنوشيروان و الحطاب ) و ( حكاية زواج جنكيزخان ) وغيرها . والمخطوطة مستنسخة بخط الملا محمود البايزيدي وتوجد نسخة أخرى لهذه المخطوطة برقم Kurd 41 تتضمن الحكايات الاحدى والعشرين الاولى مستنسخة من قبل الشيخ نزار في القرن التاسع عشر , كما تتضمن المخطوطة الترجمة الفرنسية وهى منجزة من قبل الكساندر زابا . وربما كانت المخطوطة Kurd 43 أهم مخطوطة ضمن هذه المجموعة حيث تضم (84 ) حكاية وقصة شعبية ترجمها عن اللغة الفارسية الى اللغة الكردية , الملا محمود البايزيدي وقد قام الكساندر زابا بتدوينها بالحروف اللاتينية للغة الكردية وترجمتها الى اللغة الفرنسية . وتحتوي المخطوطة على هذه النصوص جميعا" ( الأصل الفارسي , الترجمة الكردية بالحروف العربية , الترجمة الكردية بالحروف اللاتينية , الترجمة الفرنسية ) أضافة الى ملاحظات أ. زابا باللغة الفرنسية . وهي ثمرة تعاون رائع واحتكاك خصب للثقافات المختلفة وهذه الحالة تتكرر في عشرات المخطوطات التي تعاون على انجازها البايزيدي و زابا . والمخطوطة التي نحن بصددها الآن نسخة أصلية بخط البايزيدي أنتهى من تدوينها عام 1868 وربما كانت هذه آخر مخطوطة خطها عالمنا الجليل . وتوجد نسخة ثانية من مخطوطة البايزيدي في المكتبة ذاتها أي المكتبة العامة .
وتشكل المخطوطة (D447) عملا" مهما" آخر من أعمال البايزيدي وهي بعنوان ( ترجما ضرب مثلانة بزماني كورمانجي ) أي ( ترجمة الامثال الى اللغة الكردية ) وتضم عددا" كبيرا" من الامثال الكردية مترجمة من اللغة التركية وقد وردت هذه ألأمثال ضمن كتاب ( قواعد اللغة التركية لزوبير ) وقد أنجز البايزيدي الترجمة في 23/12/1856 في أرضروم والمخطوطة نسخة أصيلة بخط البايزيدي . وهى دليل على ان البايزيدي كان يتابع عن كثب الأصدارات الثقافية الجديدة باللغات الأخرى التى كان يتقنها و هى العربية و الفارسية والتركية....الخ
2-الأدب :
أكبر مجموعة من المخطوطات الكردية المحفوظة في خزائن بطرسبورغ هي تلك التي تتضمن أهم الآثار الأدبية الكردية الكلاسيكية ويلاحظ ان الآثار الشعرية لكبار الشعراء الكرد تتكرر في أكثر من مخطوطة مثل ( مم و زين ) و ( الشيخ صنعان ) و ( قلعة دمدم ) و ( حكاية الحصان الأسود ) و ( ليلى و مجنون ) و ( فرهاد وشيرين ) و( خليل بك و سيريجة خانم ) و ( يوسف وزليخة ) و ( زنبيل فروش ) و ( حديث فقي طيران مع الساقية ) وكثير غيرها . ولعل أهم هذه الآثار , القصة الشعرية ( مم و زين ) للشاعر الخالد أحمد خاني , حيث توجد تسع مخطوطات لهذا الاثر الكلاسيكي . وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات الشكلية الناجمة عن الحذف والاضافة أو التحوير الذي أدخله هذا الناسخ أو ذاك على النص الآصلي , الا انها ليست جوهرية ويمكن للباحث ملاحظتها بسهولة ولا تؤثر في المضمون الأساسي لهذه الملحمة الشعرية . ومما لاريب فيه ان مخطوطات ( مم و زين ) المحفوظة في بطرسبورغ تعد مرجعا" رئيسيا" لأشهر وأعظم أثر أدبي كردي كلاسيكي ... ولا نعتقد ان ثمة مكتبة أخرى في العالم , حتى في كردستان ذاتها , تحتوي على هذا العدد الكبير من النصوص للملحمة المذكورة . ويمكن قول الشيء ذاته عن نتاج آخر من نتاجات شاعرنا الخالد وهو المعجم العربي – الكردي المعروف بـ ( نوبار ) الذي ألفه خاني شعرا" للأطفال الكرد الذين كانوا يتعلمون اللغة العربية في المدارس الدينية الملحقة بالجوامع والمساجد , وبين مخطوطات ( نوبار ) نسخة فريدة وأمينة , استنسخها البايزيدي في عام 1859 وقدمها هدية لألكساندر زابا لمناسبة مغادرته تركيا , ربما لعمل رسمي أو لقضاء إجازة, لأن من المعروف , أن زابا قد عمل في تركيا لغاية عام 1869 .
ومن الآثار الأدبية الكردية الرائعة التي تتضمنها هذه المخطوطات ، القصة الشعرية ( يوسف وزليخا ) للشاعر الكردي سليم بن سليمان . وهي نتاج كلاسيكي , تقول عنه رودينكو , انه وسط بين ملحمتي الشاعرين الفردوسي وجامي , من حيث أحداثها ومشاهدها ولكنها قصة شعرية أصيلة , تنم عن طاقة ابداعية وموهبة شعرية متميزة تنزع الى التجديد والتفرد ولا تنساق وراء التقليد والمحاكاة .
ويبدو سليم بن سليمان في قصته الشعرية هذه أقل التزاما"بالتقاليد الشرقية المتزمتة البالية واكثر انفتاحا" على الحياة من الشاعرين الفارسيين , ولا نجد في نتاجه تلك الغيبيات التي تطغى عادة على هذه القصة لدى الشعراء الآخرين . ولم يكن سليم بن سليمان الشاعر الكردي الوحيد الذي عالج هذه القصة شعرا" , حيث توجد في المكتبة العامة , مخطوطتان ( Kurd47- Kurd 46 ), تتضمن كلا" منهما قصة ( يوسف وزليخة ) للشاعر الكردي حارس البدليسي : وليست ثمة معلومات عن هذا الشاعر غير ما ذكره الكساندر زابا . ولا تستبعد رودينكو أن تكون قصة ( يوسف و زليخة ) للبدليسي , صياغة شعرية جديدة لقصة سليم ابن سليمان . ويبدو أن غرض البدليسي , كان تبسيط لغة النتاج وتقريبها من لغة التخاطب مع استبعاد الكلمات العربية والتركية والفارسية الدخيلة على اللغة الكردية . ولكن البدليسي أهمل الفصول الثلاث الأولى ذات الطابع الاستهلالي من قصة سليم بن سليمان ويقول الكساندر زابا في ملاحظة دونها باللغة الفرنسية على أصل المخطوطة ان الملالي الكرد كانوا يقومون بتدريس قصة البدليسي في المدارس الدينية الملحقة بالجوامع والمساجد في كردستان الشمالية وذلك بسبب ما تتصف به لغة البدليسي من بساطة ووضوح وصفاء .
أما القصة الشعرية ( الشيخ صنعان ) للشاعر فقي طيران فهناك أربع مخطوطات لها في المكتبة العامة تحمل الرموزKurd44- Kurd25-24kurd-23kurd)
وفقي طيران شاعر كبير له نتاجات شعرية آخرى ماعدا ( الشيخ صنعان ) منها مجموعة قصائد ( كولبهار ) المطبوعة في يريفان وقصائد كثيرة لم تدون بعد وتنتقل عن طريق الرواة من جيل الى جيل وقد اختلطت بالشعر الشعبي بحيث اصبح من الصعب تحديد القصائد العائدة له حقا" . وقد اختلف الباحثون حول تأريخ ميلاده والفترة التي عاش فيها وسنة وفاته وتقول رودينكو أن فقي طيران ولد سنة 707 هـ ( 1307 – 1308 ) م في موكس التابعة لمقاطعة حكاري أو في ماكو وتوفي عام 777هـ ( 1370 -1371 ) م .ويرى بعض الباحثين الكرد أنه قد عاش خلال أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر دون أن يحددوا سنتي ميلاده ووفاته .
ولقد قامت رودينكو بتحقيق نصوص ( الشيخ صنعان ) وترجمتها الى اللغة الروسية ونشرتها في كتاب صدر عام 1965 في موسكو . وتتضمن احدى مخطوطات ( الشيخ صنعان ) ملخصا" نثريا"لهذه القصة الشعرية كتبه الملا محمود البايزيدي .
وثمة قصيدة طويلة أخرى مشهورة لفقي طيران وهي ( حديث فقي طيران مع الساقية ) ويربو عدد أبياتها على ( 97 ) بيتا" شعريا" . يشكو فيها الشاعر الى الساقية معاناته في الحياة ورحيل حبيبته الغالية الى الأبد وهي – أي القصيدة – على شكل رباعيات . ومن الطريف ان احدى مخطوطات هذه القصيدة تتضمن على الحواشي بعض الرسوم البيانية الغريبة وابيات شعر لا علاقة لها بنص المخطوطة . وفي ملاحظة دونها الكساندر زابا يقول فيها ان تلك الابيات الشعرية تفسير ( للعبة سحرية رياضية ) مبتكرة من قبل ناصرالدين طوسي ( 597 هـ ) ( 1201 – 1202 ) م , كما تشير ملاحظة زابا الى الظروف التي تم فيها ابتكار هذه اللعبة .
أما المخطوطة الثانية لـ ( حديث فقي طيران مع الساقية ) فأنها مستنسخة من قبل ( شاه نظر ) في منتصف القرن التاسع عشر والمخطوطة الثالثة من قبل الملا محمود البايزيدي في أرضروم عام 1282 هـ / 1865 – 1866 م .
وتوجد ضمن مخطوطات بطرسبورغ , قصص شعرية وقصائد اخرى منسوبة لفقي طيران منها ( معركة سيسبان ) و ( معركة قلعة دمدم ) واشعار وجدانية ولكن نسبتها الى فقي طيران مايزال محل جدل بين الباحثين . بيد أن رودينكو تعتقد ان قصيدتي معركتي سيسبان ودمدم لاتعودان الى فقي طيران وهذه الحالة تتكرر مع شعراء كلاسيكيين كرد آخرين , حيث ان تفاصيل حياة ونتاجات العديد منهم يكتنفها الغموض ولم يتم التأكد منها لحد الآن . ويمكن القول عموما" , اننا اذا استثنينا ابحاث ودراسات رودينكو وبعض المستشرقين المعاصرين , فان التراث الكردي لم يدرس وفق المناهج العلمية الحديثة على نحو عميق وشامل لاستجلاء صفحاته الاكثر أهمية , ولا يتم ذلك بالجهود الفردية , بل ينبغي أن تتولى هذه المهمة مؤسسة علمية متخصصة .
وضمن مخطوطات بطرسبورغ قصة شعرية رائعة ومشهورة في التراث الكردي هي ( زنبيل فروش ) أي ( بائع السلال ) وهذه القصة تتكرر بصيغ مختلفة الى هذا الحد أو ذاك في عدد كبير من المخطوطات , سواء تلك التي كرست لهذه القصة حصرا" أو لمجاميع من النتاجات الشعرية لأكثر من شاعر واحد . فقد وردت ( بائع السلال ) في المخطوطات التالية (Kurd26-Kurd27-Kurd28-Kurd36-Kurd45) وهى تروى قصة حب عارم بين زوجة اقطاعي كبي روبائع سلال بسيط . وقد نسجت حول هذه الحكاية العديد من القصص الشعرية سواء في الادب الشعبي الشفاهي أو الادب المدون . ومعظم النصوص الشعرية المدونة منسوبة الى احمد الملا باطي ( 820 – 900 ) هـ ( 1417 – 1418 م / 1490 – 1491م ) وهو من مواليد قرية باطي التابعة لمقاطعة حكاري .
ونتاج آخر من نتاجات الشاعر الملا باطي وهو ( مولود ) وله ثلاث مخطوطات , جميعها محفوظة في المكتبة العامة . أولى هذه المخطوطات ( Kurd18 ) استنسخها محمد موكشي في أرضروم عام 1206هـ / 1791 – 1792 م . وكما هو واضح من العنوان فان هذا النتاج قصيدة أو قصة شعرية طويلة يبلغ عدد أبياتها ( 576 ) بيتا" شعريا" وتتحدث عن السيرة النبوية الشريفة . وهي مطبوعة – استنادا" الى نسخة أخرى – في مصر عام 1905 م .
أما المخطوطة الثانية ( Kurd19) فهي بعنوان ( كتاب مولود شريف ) أي ( كتاب المولد النبوي الشريف ) وقد استنسخها البايزيدي في أرضروم عام 1274هـ / 1857م – 1858م .
والمخطوطة الثالثة ( Kurd 33B) محفوظة في المكتبة ذاتها وهي بعنوان ( مولود ) ونصها لايختلف عن المخطوطتين السابقتين ويعتقد – استنادا" الى المعطيات الباليوغرافية – انها استنسخت في القرن الثامن عشر .
أما القصة الشعرية ( ليلى ومجنون ) وهي من القصص الشائعة في الآداب الشرقية ومنها الادب الكردي فان ثمة أكثر من مخطوطة تتضمن هذه القصة ومنها المخطوطة رقم( Kurd 30) من نظم الشاعر حارس البدليسي وهي من حيث أحداثها وتطور حبكتها قريبة من قصة شعرية تحمل العنوان ذاته لنظامي كنجوي ( 1140م – 1202م ) ويشير البدليسي الى أنه قد نظم هذه القصة الشعرية بناءا" على طلب احدى الفتيات الكرديات والتي كانت قد ناشدته ترجمة قصة ( مجنون ليلى ) من اللغة الفارسية الى اللغة الكردية . وتتألف قصة البدليسي الشعرية من ( 24 ) فصلا" وتتضمن ( 564 ) بيتا" من الشعر .
أما المخطوطة الثانية ( Kurd 31) لقصة ( ليلى ومجنون ) فهي قصة نثرية من تأليف الملا محمود البايزيدي وقد ألفها عام 1274هـ / 1858م – 1859م . وثمة أشارة الى أنها مترجمة من اللغة التركية . ويقول الكساندر زابا ان قصة البايزيدي النثرية ترجمة لقصة شعرية تحمل العنوان ذاته للشاعر فضولي ( المتوفي عام 1560م ) .
بيد أن الباحثة المدققة مرجريت رودينكو قامت – كدأبها دائما"- بمقارنة قصة البايزيدي النثرية بالقصص الشعرية التي تحمل عنوان ( ليلى ومجنون ) في الآداب الشرقية وتوصلت الى استنتاج علمي بأن قصة البايزيدي سرد نثري لقصة البدليسي الشعرية , فقد لاحظت ان الحبكة القصصية في كلا النتاجين متشابهة وان كان البايزيدي قد حاول تنقية لغته النثرية – وهي لغة كردية صافية وقريبة من لغة التخاطب – من الكلمات الدخيلة على اللغة الكردية .
وتحتل الاحداث الدراماتيكية لمعركة قلعة دمدم البطولية – وهي احدى الصفحات المشرقة في التأريخ الكردي – مكانة بارزة في التراث الكردي وقد نسجت حولها العديد من الملاحم الشعرية لكبار الشعراء الكرد , كما انها من الموضوعات المحببة , واسعة الانتشار في الفولكلور الكردي .
وتوجد ضمن مخطوطات بطرسبورغ ما لايقل عن خمس مخطوطات تتناول احداث هذه المعركة الشهيرة , أما على نحو مستقل او الى جانب ملاحم وقصائد اخرى ومعظم الملاحم الشعرية الشعرية عن ( دمدم ) لشعراء مجهولين ولكن في مخطوطتين من المخطوطات الخمس على الاقل أشارات الى أنها من تأليف الشاعر محمد فقي طيران (Kurd26 -- Kurd36 ) ولكن رودينكو تقول بان فقي طيران – اذا كان من مواليد القرن الرابع عشر – لايمكن أن يكون مؤلف هذه الملحمة الشعرية ، لأن معركة قلعة دمدم وقعت فى بداية القرن السابع عشر.ولنفس السبب لا يمكن ان يكون الملا باطى مؤلف هذه الملحمة كما يعتقد شاهبازيان.
وتضيف قائلة : ( أن الملحمة من نظم أحد الاتباع النتأخرين لمدرسة فقي طيران الشعرية والذي وقع نتاجاته بأسم مؤسس تلك المدرسة , ( وهذا تقليد معروف في الآداب الشرقية ) وتعد هذه الملحمة معالجة شعرية لحكاية شعبية وتعكس نضال الشعب الكردي من اجل الاستقلال في أوال القرن السابع عشر بقيادة البطل الاسطوري ( جنكزيرين ) أي ( ذو الكف الذهب ) الذي كان زعيما" قويا" و محبوبا" من أبناء قومه و مع تعاظم قوتة وازدياد نفوذه ، أخذ خصومه من اتباع الاجنبي بتأليب سيدهم الشاه عباس ضد الآمير الكردي المتحصن في قلعة منيعة ،عرفت بقلعة ( دمدم ) . وقد حشد الشاه عباس جيشا" جرارا لغرض الهجوم على القلعة و الاستيلاء عليها و انهاء وجود الأمارة الكوردية المستقلة . وقد دارت بين الشاه عباس و جيشه المتفوق عدة و عددا" و بين الامير الكردي و قوة صغيرة من مقاتليه الشجعان رحي معركة دموية ، استبسل خلالها المقاتلون الكرد في مقاومة الغزاة و الدفاع عن قلعتهم الحرة المستقلة . و سجلوا صفحات خالدة من البطولة و التضحية و الفداء ، الهمت الشعراء الكرد ، ملاحم شعرية رائعة على مدى أربعة قرون .
وقد اولع الشعراء الكرد بقصة أو حكاية اخرى تتحدث عن احدى معارك المسلمين ، خلال الفتوحات الاسلامية ، و نظموا حولها العديد من الملاحم الشعرية منها ( حكاية الحصان الأسود ) التي دونت في مخطوطتين من مخطوطات بطرسبورغ ( Kurd 26-- Kurd 36 ) وهي منسوبة الى الشاعر علي حريري ، فيما يعتقد كل من المؤرخ الكردى أمين زكي بك و المستشرقان أ.زابا و سوتسين ، أنها من تأليف فقي طيران بيد ان التوصل الى استنتاج قاطع بصدد هذا الامر ، يحتاج الي دارسة مقارنة و معمقة باستخدام الوسائل الحديثة في تحليل الاسلوب بنائيا" وهو منهج لم يكن شائعا" في زمن رودينكو و بوسع الباحثين الكرد ، استخدام التحليل البنائي لتحديد المؤلف الحقيقي لهذه الملحمة والنتاجات الاخرى التي يدور حولها الجدل منذ عقود من الزمن .
و تحتل ترجمة الآثار الادبية الفارسية الى اللغة الكردية مساحة لا بأس بها ضمن مخطوطات بطرسبورغ . فالمخطوطة المرقمة D447 المحفوظة في مكتبة الاستشراق تتضمن ترجمة نثرية للفصول الثلاثة الاول لاسكندرنامه ، التي ألفها نظامي كنجوي فى عام 1191 م .
و ليست في الترجمة الكردية أشارة الي اسم المترجم ، بيد ان رودينكو كشفت لأول مرة – استنادا" الي دراسة الخطوط و الاساليب للناسخين و المترجمين الكرد الواردة اسماؤهم فى مخطوطات بطرسبورغ – ان الترجمة تمت من قبل شاه نظر في ارضروم عام 1856م ولدى مقارنة النصين الفارسي و الكردي يتبين لنا ان المترجمين الكرد الاوائل كانوا على درجة عالية من الأمانة العلمية و كانت ترجماتهم أمينة و دقيقة ، كما انهم كانوا يثبتون دوما" النصين باللغتين ، المترجم منها و المترجم اليها . و لقد قام المستشرق بيوتر ليرخ بنشر الترجمة الكردية نقلا" عن نسخة اخرى من هذه المخطوطة .
وثمة مخطوطة اخرى تحمل الرقم ذاته (D447 ) محفوظة في مكتبة الاستشراق ايضا" تضم هذه الترجمة وعددا" كبيرا" من الامثال التركية المترجمة تحت عنوان ( ترجمة ضرب مثلانه ) أي ( ترجمة الأمثال ) .
وفي مكتبة الاستشراق كذلك مخطوطة ذات رقم ( B3971 ) تحتوي على ترجمة ( كلستان ) للشاعر الفارسي سعدي الشيرازي ( 580-692 ) هـــ / 1184 / 1185 م – 1292 م والذي يعود تأريخ تأليفها الى عام ( 655 هـــ / 1257 – 1258م ) . بيد ان الترجمة ناقصة حيث تحتوي على مقدمة ( كلستان ) اما الاشعار فقد ترجمت نثرا" ولم تفصل عن سياق النص باي شكل من الاشكال . وهذه المخطوطة كانت من مقتنيات المستشرق فيليامينوف- زيرنوف و تاريخ تدوينها 1857م . وقد قام هذا المستشرق بأهدائها مع مخطوطات كردية اخرى الى معهد الاستشراق . وهذه الترجمة نشرت ايضا" من قبل المستشرق بيوتر ليرخ في حينه .
وضمن مخطوطات بطرسبورغ عدة مخطوطات تتضمن قصائد عن خلق الكون و عظمة الخالق ، منها المخطوطة المرقمة ( B300 ) فى مكتبة الاستشراق وهي بنسختين متطابقتين تقريبا" .
ومما يلفت النظر ان المؤلفين الكرد لم يقتصر اهتمامهم على احداث التأريخ الكردي ، بل انم سجلوا الاحداث الجسام و الوقائع التارخية فى حياة الشعوب المجاورة ايضا" . فقد ألف الملا شفيع – وهو شاعر مغمور – لاتتوفر أية معلومات عن سيرة حياته و لايعرف له أي نتاج آخر – ملحمة طويلة نسيبا" تتالف من ( 200 ) بيت شعر عن قتال نادر شاه ضد الاوزبك ، وتتضمن المخطوطة المرقمة ( A744) المحفوظة في مكتبة الاستشراق هذه الملحمة وهي بلهجة كوران . و المخطوطة مستنسخة في القرن التاسع عشر ، كما يستدل على ذلك من معطيات المخطوطة .
وقد وردت هذه الملحمة ضمن مخطوطات أخرى تتضمن عدة نتاجات في آن معا" ، منها المخطوطة المرقمة ( D300 ) في المكتبة ذاتها و التي تضم اضافة الى هذه الملحمة ، قصيدة طويلة للملا نجف و قصائد و جدانية باللهجتين الكورانية و الموكرية لشعراء كرد أخرين وقد استنسخت في القرن التاسع عشر . كما وردت ملحمة الملا شفيع ضمن بعض المخطوطات الاخرى منها المخطوطة المرقمة ( D744 ) المحفوظة في مكتبة الاستشراق ايضا" والتي تتضمن اضافة الى ملحمة الملا شفيع عن الحرب الفارسية – الاوزبكية ، ملحمة شعرية اخرى لشاعر مجهول باللهجة الكورانية عن مأثر رستم و هو بطل لملاحم أيرانية عديدة . و عن البطل رستم أيضا" ثمة ملحمة شعرية تتكون من ( 209 ) بيت شعر باللهجة الكورانية لمؤلف مجهول ( المخطوطتان-D300-D774 ) المحفوظتان في مكتبة الاستشراق . و تقول رودينكو ان الكرد من قبيلتي كوران و هورمان ، يعتبرون انفسهم من أحفاد هذا البطل . و بطولات رستم من الموضوعات المحببة فى الفولكلور الكردي ولها معالجات ادبية بأقلام عدد من الشعراء و الكتاب الكرد .
وفي خزائن بطرسبورغ عدة مخطوطات كردية على شكل مجاميع أي أن كلا منها تحتوي على مجموعة من النتاجات لمؤلفين عديدين . و بعض هذه المخطوطات تضم عشرات القصائد للشعراء الكرد الكلاسيكيين ، بل ان احدى هذه المخطوطات تتألف من ( 98 ) قصيدة لعدد كبير من الشعراء المشهورين و المغمورين و لعل من أهم المخطوطات من هذا الصنف ، المخطوطة المرقم ( Kurd26 ) المحفوظة في المكتبة العامة و فيها قصائد شعراء كرد و فرس و ترك لعل أهمها قصائد للشاعر الخالد أحمد خاني و بينها قصيدة خاني المكرسة لحاكم بايزيد محمد بك . و قصائد للملا باطي ( بأئع السلال ) و غيرها و قصيدة للشاعر علي حريري و أخرى للملا مقصود عصامي اضافة الي قصائد عديدة لشعراء كرد مجهولين عن ( الحصان الاسود ) و ( دمدم ) الخ .
وضمن هذه المخطوطة قطعة نثرية كردية لشاعر مجهول يتغنى بجمال المراة و هي من الشعر المنثور أو كما اصطلع على تسميتها بـ ( قصيدة النثر ) مما يدل على ان هذا اللون من الشعر ، قديم في الادب الكردي .
ومن بين القصائد الفارسية في هذه المخطوطة قصيدة للشاعر الصوفي جلال الدين الرومي . اما بقية القصائد او القطع الشعرية فهي لشعراء مجهولين و في المخطوطة رقم ( 27Kurd) مجموعة قصائد لشعراء كرد منهم فقي طيران و الملا باطي .
أما المخطوطة رقم( 36Kurd) فانها مخطوطة مهمة حيث انها تحتوي على ( 25 ) قصيدة لاحمد خاني و ( 7 ) قصائد للملا باطي و الملا احمد جزيري و علي حريري و الملا مقصود عصامي و درويشاني و رمضان ( شاعر غير معروف ) و مراد خان بايزيدي ( 1150 هـ - 1190 هــ ) / 1737 / 1738 م – 1777 /1778 م . و قصيدة لشاعر مجهول عن قلعة دمدم ومن بين قصائد هذه المجموعة ( زنبيل فروش ) او ( بائع السلال ) و( الحصان الاسود )
وثمة في مكتبة الاستشراق مخطوطة كبيرة حجما" حيث تحتوي على عشرات القصائد باللغات الشرقية و هي المخطوطة رقم ( E12 ) ولكن القطع الشعرية الكردية فيها لا تتجاوز الصفحة الواحدة و ما عدا قطعة شعرية واحدة لاحمد خاني فان بقية القطع هي لشعراء كرد مغمورين او مجهولين .
3 - علم اللغة :
ثمة ( 9 ) مخطوطات قيمة و نادرة عن اللغة الكردية و قواعدها وأولى هذه المخطوطات هي مخطوطة تتضمن ( الصرف العربي باللغة الكردية ) لعلي الترماخي و التي كشفت رودينكو النقاب عنها لاول مرة فى عام 1957 ضمن مقالها الشهير عن مجموعة الكساندر زابا من المخطوطات الكردية و الذي نشر في ( المجموعة الشرقية ) ، الصادرة عن مكتبة سالتيكوف شدرين العامة في بطرسبورغ باللغة الروسية وقد وصفتها رودينكو وصفا" دقيقا" في كتابها الذي نستعرضه هنا و اليها يرجع الفضل الاول في لفت انظار الدراسين الى هذه المخطةطة و الحق ان كل من تناول هذه المخطوطة بالوصف قد استعان بما توصلت اليه من استنتاجات و يقينا" أنها – أي المخطوطة – كانت ستبقى طي النسيان لآن أحدا" لم يهتم بها قبل أن تتحدث رودينكو عنها على الرغم من ان الكساندر زابا قد أشار اليها في كتابة الموسوم ( جامع يي رساليان و حكايتان بزمان كورمانجي ) أي ( جامع الرسائل و الحكايات باللغة الكردية ) ، الذي صدر في بطرسبورغ عام 1860 ، كما نشر أ. زابا في الكتاب ذاته ، المقدمة التي كتبها الملا محمود البايزيدي لهذه المخطوطة . و في مقدمة البايزيدي التي تشغل الصفحات ( 2-16 ) من المخطوطة يتحدث عن الترماخي و سيرتة الحياتية و العلمية ، كما ينوه بعلماء اللغة الذين ألفوا كتبا" في قواعد اللغة العربية قبل الترماخي.
تتكون مخطوطة الترماخي من ثلاثة أقسام . حيث يبين المؤلف في القسم الاول أهمية قواعد اللغة و ضرورة دراستها – لانها في رايه – مفتاح لفهم العلوم الآخرى-- . و في القسم الثاني شرح لقواعد اللغة العربية و لكنه لايغطي قواعد اللغة العربية الا جزئيا" . وقد اتبع المؤلف الاسلوب التقليدي فى تقسيم الكلام الى اسم و حرف و فعل . أما القسم الثالث فانه مكرس لشرح قواعد اللغة الفارسية .
و مما يلفت النظر ، أن الترماخي قد أورد امثلة من اللغة الكردية لشرح قواعد اللغة الفارسية .و المخطوطة مستنسخة من قبل البايزيدي في أرضروم عام 1274 هـ / 1858 – 1859 م . وقد قام أ . زابا بتحويل النص الكردي الي الحروف اللاتنية و تقول رودينكو أن الترماخي ولد في قرية ( ترماخ ) في كردستان الشمالية وزار العديد من المراكز العلمية في ( بهدينان, سؤران ، الموصل ، بغداد ) لتلقى أسس مجموعة من العلوم و ابدى اهتماما" ملحوظا" بقواعد اللغة العربية . وقد تحدث كل من أمين زكي بك و ازيزان عن علي الترماخي . و كانت رودينكو قد أشارت في احدى دراساتها الى الرسائل المتبادلة بين أ . زابا ( 1800 – 1891 ) م و المستشرق برنهاردت دورن ( 1805 – 1881 ) م ( و الآخير مستشرق الماني عمل لفترة طويلة في أكاديمية العلوم الروسية في بطرسبورغ ) حول كيفية حصول أ . زابا على هذه المخطوطة . و قد اهتم بعض الدراسين الكرد مؤخرا" بهذه المخطوطة وهي عن قواعد اللغة العريبة ، في حين ان ثمة مخطوطات ثمينة عن قواعد اللغة الكردية لم تلفت نظرهم و التي سنتطرق اليها في الفقرات اللاحقة .
وهناك مخطوطة أخرى تتضمن شرحا" لقواعد اللغة العريبة باللغة الكردية و رقمها( 18Kurd) محفوظة في المكتبة العامة و هي من تأليف الملا يونس خلقتيني ، الذي لايعرف عنه شيئا" يذكر سوى أنه ولد بعد وفاة الترماخي بفترة قصيرة . و ثمة مخطوطة ثالثة (17 Kurd ) في المكتبة ذاتها بقلم مؤلف مجهول تبحث في قواعد اللغة العربية باللغة الكردية بيد أن أهم مخطوطتين كورديتين عن قواعد اللغة الكردية – وليس قواعد اللغات الآخرى – موجودتين في خزائن بطرسبروغ هما من تأليف العالم الموسوعي الملا محمود البايزيدي . المخطوطة الاولى و رقمها ( 7Kurd) بعنوان ( رسالة تحفة النحلان في الزمان كردان ) أي ( كتاب هدية الصداقة للغة الكردية ) وهي مخطوطة نفيسة بخط البايزيدي و قد انتهى من تأليفها في ارضروم عام 1866 و ربما كان هذا العمل اول تدوين لقواعد اللغة الكردية من قبل عالم كردي.
صحيح أن البايزيدي لم يشذ عن غيره من العلماء من حيث تقسيم الكلام الى حرف و اسم و فعل ، حسب المنهج الذي كان سائدا" في عصره ، الا أنه – و بخلاف الترماخي – يشرح قواعد اللغة الكردية معززة بأمثلة تطبيقية من اللغة ذاتها .
وفي المقدمة الفصيرة التي كتبها البايزيدي يشرح السبب الذى دعاه الى تأليف هذا الكتاب المخطوط .
و للبايزيدي مخطوطة أخرى بخط يدهأيضا" رقمها ( Kurd46 ) وهي بدون عنوان وتحتوي على بعض قواعد اللغة الكردية وتصريف الأفعال فيها , دونها المؤلف في أرضروم عام 1283هـ / ( 1866 – 1867 ) م وقد قام أ. زابا بتحويل النص الكردي من الحروف العربية الى الحروف اللاتينية , كما ترجم النص الكردي الى اللغة الفرنسية.
وفي المكتبة العامة مخطوطة رقمها ( Kurd48) بقلم الملا مصطفى ألفها في أرضروم عام 1860 م وتتضمن تصريف الأفعال فى اللغة الكردية وفيها حوالي ( 800 ) فعل . وقد ترجم أ. زابا هذا المخطوط الى اللغة الفرنسية , كما حول النص الكردي الى الحروف اللاتينية.
وتوجد مخطوطتان من تأليف الكساندر زابا أولاهما محفوظة في مكتبة الاستشراق ورقمها ( D448)وعنوانها ( هذه رسالة وبحث عن بعض الاختلافات بين اللهجات الكردية وبيان بعض القواعد العامة الضرورية ) . وقد تصدرت المخطوطة مقدمة طويلة ( 1ب – 15ب ) , تعتقد رودينكو بأنها بقلم البايزيدي . وقد ترجم الكساندر زابا هذه المقدمة الى اللغة الفرنسية . كما حول النص الكردي المدون بالحروف العربية الى الحروف اللاتينية . والمخطوطة عبارة عن معجم كردي – فرنسي مقارن بين لهجتين من لهجات اللغة الكردية وهما ( حكاري ) و ( روندي ) والمعجم مرتب حسب حروف الهجاء ( من الورقة 17 ب الى 48 ب ) . وقد قام أ. زابا بتحويل النصوص الكردية الى الحروف اللاتينية . اما ناسخ المخطوطة فهو شه نظر وقد انجز هذا العمل في أرضروم عام 1858م . ويقول أ. زابا في ملاحظة ثبتها على المخطوطة : ( ان الكلمات الكردية باللهجتين المذكورتين قد سجلت من افواه أشخاص كثيرين كما تتضمن الملاحظة بعض المعلومات عن قبيلتي ( دوزيك و زازا ) ومخطوطة أخرى من تأليف أ. زابا وهي معجم كردي – فرنسي بصيغة محاورات ورقم المخطوطة ( Kurd50) وعنوانها ( خبر دانا زماني كورمانجي ) أي ( محاورات باللغة الكردية ) وهي محفوظة في المكتبة العامة . والنصوص الكردية في المعجم مدون بالحروف العربية واللاتينية . ولاشك أن هذين المعجمين من المصادر المهمة لدراسة تطور اللغة الكردية .
وتوجد في المكتبة العامة مخطوطة برقم ( Kurd6) وعنوانها ( صفحة صبيان ) لمؤلف مجهول وهي عبارة عن كتاب ألفباء اللغة الكردية للأطفال وقد قام البايزيدي باستنساخها في القرن التاسع عشر .
4- الأثنوغرافيا والتأريخ :
النسخة الأصلية لمخطوطة كتاب ( عادات ورسومات نامه أكرادية ) أي ( عادات وتقاليد الكرد ) للملا محمود البايزيدي محفوظة في المكتبة العامة ورقمها ( Kurd34) وهي بخط البايزيدي , وقد ألفها بناء على أقتراح أ. زابا في عام 1274هـ / 1858 – 1859م . وتوجد نسخة ثانية من المخطوطة مستنسخة من قبل شه نظر في سميرنا ( أزمير حاليا" ) في عام 1868م . وقد قام أ. زابا بترجمة نص المخطوطة الأخيرة الى اللغة الفرنسية . كما أعاد تدوين النص الكردى بالحروف اللاتينية .
ومن الأعمال الجليلة التي قام بها البايزيدي , ترجمة الجزء الأول من كتاب ( الشرفنامة ) للبدليسي الى اللغة الكردية تحت عنوان ( تأريخ كردستان القديم ) وذلك في عام 1275هـ ( 1858 – 1859 م ) وقد كتب البايزيدي مقدمة ضافية لهذه الترجمة تحدث فيها عن مكانة شرف خان البدليسي والاهمية الكبيرة لهذا السفر التأريخي وتطرق الى جوانب مهمة من حياة البدليسى ونشاطه السياسي والفكري . وقد حاول البايزيدي , الاقتداء بالبدليسي وتدوين تأريخ الكرد من المرحلة التي توقف عندها البدليسي ويقال أنه قد كتب حوالي ألف صفحة من كتابه الذي أطلق عليه اسم ( تأريخ كردستان الحديث ) وقد قام الكساندر زابا بترجمة مقدمة كتاب البايزيدي وارسله الى اكاديمية العلوم الروسية في بطرسبورغ ولكن لم يعرف شيء عن مصير كتاب البايزيدي لحد الآن وتقول المستشرقة الروسية فاسيليفا ان الكتاب موجود ضمن ارشيف أ. زابا فى المكتبة العامة فى بطرسبورغ وانها لم تستطع الأطلاع الا على مقدمة الكتاب التى ترجمها أ. زابا الى اللغة الفرنسية ( وتقع فى حوالى خمسين صفحة) وبعث بها فى عام 1867 الى اكاديمية العلوم الروسية فى بطرسبورغ لغرض تقييم الكتاب وكما تشير فاسيليفا فأن الكتاب يتناول التأريخ الكردى خلال الفترة الواقعة بين عامى 1786—1858م وان المقدمة تتضمن اشارات الى عناوين ابواب وفصول الكتاب.
ونعتقد ان سبب عدم العثور على مخطوطة الكتاب حتى اليوم , يرجع الى أن أحدا" لم يحاول البحث عنه . ولو خالف الحظ أحد المؤرخين الكرد واستطاع العثور على مخطوطة كتاب البايزيدي لكان ذلك كشفا" عظيما" , لأن عمل البايزيدي التأريخي متمم لكتاب ( الشرفنامة ) ومهما يكن فان البايزيدي قد أسدى خدمات جليلة للثقافة الكردية وكان رائدا" كبيرا" – وأكاد أقول عظيما" – في مجالات فكرية عديدة . فهو أول عالم أثنوغرافي كردي وأول مترجم للآثار الادبية ألأجنبية الى اللغة الكردية وأول من كتب القصة النثرية في الادب الكردي وأول من وضع كتابا" في قواعد اللغة الكردية . والقائمة تطول اذا حاولنا تعداد المجالات التي كان فيها البايزيدي رائدا" والمجال لا يتسع هنا للأسهاب وربما سنعود الى تناول هذا الموضوع في المستقبل .
5-كلمة أخيرة :
حاولنا في الصفحات السابقة استعراض محتويات أهم المخطوطات التي وصفها المستشرقة مرجريت رودينكو في كتابها الشهير ( وصف المخطوطات الكردية ) وبيان أهمية كل مخطوطة مع التعليقات الضرورية حولها . لقد اصبح هذا الكتاب مرجعا" أساسيا" لكل من كتب شيئا" عن المخطوطات الكردية وتبدو بصمات رودينكو واضحة على كتابات تلامذتها من الدارسين الكرد في هذا المجال .ومما يؤسف له حقا ان بعض الدارسين الكرد الذين يصفون انفسهم ب(ألأكاديميين ) حاولو