قبل التطرق الى التحدث عن مدينة خانقين و نهرها "الوند" و عشائرها و قراها، أود أن أعلق هنا على ما جاء في مقالة الأستاذ ديار الهرمزي، المعنون "خانقين" و التي تم نشرها في بعض المواقع الالكترونية، حيث جاءت فيها معلومات هي خلاف الوقائع والتأريخ (للإطلاع على المقالة، لاحظ الرابط الموضوع في نهاية المقال). يذكر الكاتب المذكور بأن تسمية (خانقين) جاءت في زمن (الصفويين) و هذا القول يجانب الحقيقة، حيث أننا لو رجعنا إلى مصادر إسلامية عربية، لرأينا أنها تذكر إسم (خانقين) قبل ظهور الدولة الصفوية بأكثر من (1000) سنة. كما في مكان آخر في مقاله، يقول الكاتب بأن نهر( الوند) سميت نسبة إلى ( الوند ميرزا) (3) الذي قُتل قرب النهر حسب ما يذكر، إلا أنني لم أعثر على مصدر يذكر مكان قتل هذا الميرزا. كان الأجدر بالأستاذ الهرمزي أن يشير الى المصدر الذي إستقى منه هذه المعلومات خدمةً للأمانة العلمية. سنشير في سياق هذه المقالة إلى إسم (الوند) و مدلولاته في اللغة الكوردية و المسميات التي يُسمى بها.
في جانب آخر من مقاله، يذكر الكاتب بأن سكنة (خانقين) و (مندلي) من (الغوز) و ينسب هذا الكلام إلى مؤرخين إيرانيين، دون ذكر أسمائهم و أسماء المصادر التي أخذ منها هذه المعلومات. نحن هنا نشير إلى أهم مصدر إيراني و هو موسوعة (لغت نامه دهخدا)، للعلامة علي أكبر دهخدا، حيث يذكر في الجزء (11)، صفحة (16693) من موسوعته المذكورة: (الغز) إسم قبيلة من الأتراك و لكن هذا الإسم يُطلق على (الكورد). لا يذكر دهخدا و لا يشير إلى وصول أو تواجد (الغز) في (خانقين) و (مندلي). يذكر لنا دهخدا في نفس الجزء و في صفحة (16696) و بشيء من التفصيل، هجوم (الغز) على مدن (الكورد) في (موصل) و (آذربايجان) و صد الكورد لهم و أسر سبعة من قادتهم، إلا أنه لا يذكر لا من قريب ولا من بعيد، وصولهم إلى (خانقين) و (مندلي). أود هنا أن أشير إلى نقطة مهمة و هي الخلط بين الأسماء الذي قد يوقع البعض في أخطاء. إن البعض يقومون بتعميم إسم قبيلة ما على شعب بأكمله، حيث يجب أن نعرف بأن القبائل كانت تحكم في تلك الحقب التاريخية. من الأمثلة على تلك، كما في حالة الحكم العباسي الذي يتأتى الإسم من إنتساب الحكام الى آل عباس و الحكم الأموي إلى بني أمية و الأيوبي نسبة إلى أيوب ...الخ. على هذا الغرار نحن نتعامل مع أسماء القبائل التي حكمت و للأتراك و التركمان قبائل متعددة كانت لها صولات و أية قبيلة لها إسمها الخاص. إذا أردنا التحدث عن (العثمانيين)، على سبيل المثال، فأنّهم إحتلوا (العراق) و (كوردستان) لفترة أربعة قرون و هؤلاء العثمانيون هم قبيلة تركية و توجد قبائل أخرى ذات أرومة تركية أيضاً إحتلوا ( العراق) و (كوردستان). أما (الغز) فأنهم لم يصلوا إلى مناطق خانقين و مندلي.
يشير كاتب المقال إلى عشيرة (باجلان) على إنها من قومية أخرى غير الكورد، بينما يقول أبناء العشيرة خلاف ما يدّعيه الكاتب، حيث أنّ كورديتهم لا غبار عليها. يشير العلامة دهخدا في الجزء الثالث من موسوعته في صفحة (3914)، بأنّ (باجلان) فرع من القبائل الكوردية في إيران، في (سربل زهاو) و مذهبهم التسنن. يقول عنهم محمد مردوخ في كتابه (كورد و كوردستان)، في صفحة (78)، إن ل"باجلان" فرعان هما (جمور) و (قازانلو) و هم من أفخاذ قبيلة (اللك) الكوردية و التي هي بدورها فرع من اللور و كانوا يتألفون آنذاك من حوالي (1100) بيت في أطراف (قورتو) و (هورين) و(شيخان) و (قصرشيرين) و (قازاني) و (مندلي) الخ.
يقع الأستاذ الهرمزي في خطأ آخر في مقالته، حيث يشير إلى أن قرية (ملكشاهي) تمت تسميتها نسبةً إلى أحد ملوك (الصفويين). لا يخفى أن الكورد غالباً ما يسمون القرى و الأزقة بأسماء العشائر التي تسكنها و قرية (ملكشاي) سميت نسبة إلى سكنتها من عشيرة (ملكشاي) العريقة التي لها تواجد على جانبي الحدود و مركز العشيرة هي ( أركواز). على سبيل المثال، قرية أركوازي سكنتها من (عشيرة) أركوازي الخ. و مرة أخرى يلوي الأستاذ عنق الحقيقة و يخرج علينا بخبر نسمعها لأول مرة، حيث يدعي بأن (اليهود) في (خانقين) كانوا يتكلمون (التركية) أو ( التركمانية). لا أعلم من أين جاء بهذه المعلومة. (اليهود) أُُخرجوا من المنطقة إلى إسرائيل قبل (60) سنة، كأول تهجير لهم، ثم توالت هجراتهم، حيث تبلغ نفوسهم الآن في إسرائيل أكثر من (300) الف نسمة . إنهم يقولون في وسائل الإعلام بأنهم كورد و لغتهم هي الكوردية، إلا أنهم يدينون بالديانة اليهودية. يذكر اليهود الكورد بإستمرار بأنهم ينتظرون بكل شوق و لهفة اليوم الذي يعودون فيه الى أرضهم و قراهم في كوردستان، ليعيشوا كمواطنين في سلام و وئام مع الجميع. هذا كان كلامهم عندما زارهم في إسرائيل الفريق الصحفي للفضائية الكوردية (ميديا تيفي) في التسعينات من القرن الماضي. قام الفريق المذكور بزيارة جمعياتهم هناك، حيث لم نسمع أحدهم يتفوه (بالتركية) أو بإحدى لهجاتها، بل أنهم يتكلمون الكوردية و لا زلتُ أحتفظ بشريط الفيديو الذي سجلته للبرنامج التلفزيوني المذكور. إذا يقصد الأستاذ ديار الهرمزي اللغة التركية عند الإحتلال العثماني، في الحقبة التي حكمت فيها الدولة العثمانية، نعم ففي تلك الحقبة كانت التركية اللغة السائدة للجميع لأنها كانت لغة المحتل و إنتهت هذه اللغة في أول يوم تم فيه طرد الجندرمة التركي من المنطقة في عام (1917).
في مكان آخر يبحث كاتب المقال بين الحشائش للعثور على كلمة من مخلفات العثمانيين، حيث يقول عن إحدى مناطق خانقين المسماة ب(چایلگ) بأنها كلمة تركمانية و التي تعني المكان الذي يكثر فيه الحشائش باللغة التركمانية. نحن نتساءل إن كان يكثر في هذه المنطقة الحشائش و الأخشاب و ماشابه. ألم يسمع الأستاذ من أهل خانقين بأنّ "الحطب" هو (چیلگ) باللغة الكوردية، و عليه یصبح اِسمُ على مسمى. أما عن إسم "كوردره"، فيذكر الكاتب بأنها تعني "الوادي الأعمى أو المغلق" باللغة التركمانية. أنها فعلاً تعني ذلك، إلا أنها باللغة الكوردية. إن معنى كلمة "كور" باللغة الكوردية هو (الأعمى)، بينما كلمة "دره" تعني الوادي باللغة الكوردية، حيث توجد في محافظة إيلام في شرق كوردستان، مدينة (دره شهر) أي (مدينة الوادي). (درى) هي إسم قرية من قرى "بالك" في ناحية مريوان التابعة لمحافظة سنندج الكوردستانية. حتى أنّ كلمة "دريا" أي "البحر" كعمق مائي، تحتاج إلى وقفة و التمعن لهذه الكلمة. اللغة الدرية التي تتكلم بها ما يقارب نصف أفغانستان، تعني "لغة الوادي" و هي فرع من اللغة الفارسية و أن اللغة الفارسية كانت تُسمى قديماً باللغة الدرية أي لغة الوادي أو البراري، بينما اللغة الپهلوية كانت تعني لغة المدينة.
الآن نأتي إلى التحدث عن جغرافية و ديموغرافية مدينة خانقين. مدينة خانقين، التي تبعد عن هولير، عاصمة إقليم جنوب كوردستان (360) كيلومتر، هي واحدة من أجمل مدن گرمیان، ببساتينها المترامية الأطراف و التي تعطي جمالاً أخاذاً للمدينة، و بنهر الوند، الذي أصبح منذ عصور قديمة هوية خانقين. للأسف الشديد شحت مياهه في السنين الأخيرة و في الأونة الأخيرة سكت هديره بسبب بناء بعض السدود عليه في الجانب الإيراني. من المعالم الأثرية فيها و التي سلمت من أيدي العابثين، هو الجسر المبني على نهر الوند الذي يعد أحد تلك المعالم التي يذكرها المؤرخون و الرحالة العرب قبل أكثر من (1000) سنة. إنه معلم من معالم الحضارة فيها و الذي يرمز إلى قِدم المدينة و دور العمران فيها. تم تجديد هذا الجسر في حقب تاريخية متفاوتة. من الشواهد المتحضرة في خانقين، طيبة ناسها المسالمين و البسمة التي لا تفارق وجوههم وهم يستقبلونك في مدينتهم. هؤلاء الگرمیانیون الأصلاء حافظوا بفطرتهم الكوردية على عاداتهم و تقاليدهم العريقة رغم المصائب و الويلات التي حلت بهم في أزمنة حكم العروبيين منذ فيصل الأول إلى صدام حسين. المزايا التي تملكها (خانقين)، من جمال الطبيعة وعراقة التاريخ وشهامة أهلها، جعلها بفخر و اِعتزاز تحمل اِسم عروسة گرمیان. تمصير خانقين جاءت على أيدي الكورد في عصور غابرة يصعب تحديدها، لكن بعض الشواهد و المعالم الأثرية الباقية ترمز إلى أزمنة سحيقة و واحدة من تلك الآثار هي قرية (بي لوله). المختصون في تاريخ المدينة يقولون إنها من بقايا آثار اللولويين الذين حكموا جنوب كوردستان و (سرپل زهاو). إلى يومنا هذا توجد على سفح جبال زاگروس فی (سرپل زهاو) أقدم نقوشات في آسيا، يظهر فيها ملك لولو (آنوبا ني ني) وهو يدوس بإحدى قدميه على أحد أعدائه. هؤلاء اللولويون هم أجداد اللور، إحدى القبائل الكوردية الكبيرة الساكنة في شرق كوردستان و التي تسمى منطقتهم ب(لورستان) و تشمل محافظات خُرم آباد و چوارمحال و بختیاری و بویر أحمد و کهکیلوی و عاصمتها (شهركورد) أي (مدينة الكورد). الأهمية الأخرى التي كانت تتميز بها مدينة خانقين، هي وقوعها على طريق الحرير (رى ئه وريشم)، الذي كان يمر من وسطها و عبر جسرها، إلى دول عديدة في الشرق الأوسط. في عهد حكم السلالة الساسانية الكوردية (224 – 651 ) ميلادية، بنى أحد ملوكها، كسرى پرويز، قصراً و بستاناً كبيراً لزوجته شيرين في أطراف خانقين التي تسمى اليوم ب(قصر شيرين) و إتخذه پرویز مقراً شتوياً له.
من الذين ذكروا خانقين بإسهاب، المؤرخون العرب في صدر الإسلام، على سبيل المثال و ليس الحصر، ذكرها أبو عباس اليعقوبي المولود في بغداد و المتوفي في مصر عام (897) ميلادية، في كتابه (البلدان)، حيث ذكر البعد بينها و بين جلولاء و قال إنها من أجمل القرى و أعظمها أمراً. كما أشار إليها أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري المتوفي في بغداد سنة 297 هجرية (892 ميلادية) في كتابه "فتوح البلدان" في صفحة (109)، حيث يقول بأنّ جرير بن عبد الله أتى الى خانقين، و بها بقية من الأعاجم فقتلهم (الشخص الأعجمي هو الشخص غير العربي). أيضاً أتى على ذكرها ياقوت الحموي، المولود في سنة (1179) و المتوفي في سنة (1228) ميلادية، في كتابه الشهير "معجم البلدان"، الجزء الثالث. يقول الحموي: خانقين بلدة من نواحي السواد في طريق (همدان) من (بغداد) بينها و بين (قصر شيرين) ستة فراسخ لمن يريد (الجبال)، و يضيف ياقوت قائلاً: قال مسهَر بن مهلهل و بخانقين عين للنفط عظيمة كثيرة الدخل، و بها قنطرة عظيمة على واديها تكون أربعة و عشرون طاقاً، كل طاق يكون عشرين ذراعاً عليها جادة (خراسان) إلى (بغداد) و تنتهي إلى (قصر شيرين).
قال عتبة بن الوعل التغلبي و هو كان مع جيش المسلمين عندما قاتلوا ( الساسانيين) في هذه المدينة:
كأنك يابن الوعل لم تر غارة ... كورد القطا النهْيَ المعيف المكدرا
على كل محبوك السراة مفزع ... كميت الأديم يستخفَ الحزورا
ويوم بباجسري كيوم مقلية ... إذاما اشتهى الغازي الشراب وهجرا
ويوم بأعلى خانقين شربته ... وحلوان حلوان الجبال و تُسترا
و لله يوم بالمدينة صالح ... على لذة منه إذا ما تيسرا.
ذكر أبي قاسم ابن خرداذبة المتوفي عام (300) للهجرة، إسم خانقين، في صفحة (7) من كتابه "المسالك و الممالك"، حيث يتحدث فيه عن المسافات بين المدن و يقول أنّ المسافة من (جلولاء) إلى (خانقين) تبلغ سبعة فراسخ، ومن (خانقين) إلى (قصر شيرين) ستة فراسخ. يقول هذا الكلام أيضاً صاحب كتاب صبح الأعشى القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد، من قرية قلقشند في محافظة قليوبية في مصر، و المولود في سنة (756) للهجرة و المتوفي في سنة (827) للهجرة. كتابه القيّم "صبح الأعشى"، يشهد له بالدقة في نقل الأخبار بين طبقات المؤرخين في كل الأزمان و القلقشندي يذكر أيضاً في كتابه الشهير إسم خانقين كما نُسميها اليوم بدون أي تغيير، حيث يقول بأنّ الطريق من جلولاء إلى خانقين يبلغ سبعة فراسخ. نرى أنّ هؤلاء المؤرخين يقومون بذكر و تدوين إسم مدينة خانقين بنفس الصيغة التي يتدوالها الكورد و العالم إلى اليوم.
يذكر الدكتور عمر إبراهيم توفيق في دراسة ديمغرافية تأريخية عن التركمان في العراق و جنوب كوردستان، حيث يذكر من خلال المصادر الموثقة عدة أحداث شهدتها المنطقة قائلاً: لم يكن للتركمان وجود في العصر العباسي الاول و لا في الحكم البويهي لأنها كانت خاضعة للإمارة الحسنوية الكوردية التي كانت تمتد نفوذها إلى اربيل و الموصل، لاسيما بعد إنتصارهم (الكورد) على جيش المعز. أما في عهد السلاجقة، فكانت كوردستان الجنوبية خاضعة للإمارة الكوردية "العنازية" التي تشكلت في نهاية القرن الرابع للهجرة وكانوا في صراع شديد مع السلاجقة (1). في ذات الدراسة، يشير الدكتور عمر إلى مدينة خانقين و هجوم التركمان عليها في سنة (647) للهجرة، حيث يذكر المؤلف أنهم أغاروا عليها و إنتقلوا بعدها إلى "داقوقا" و قتلوا خلقاً كبيراً و أسروا آخرين و إرتكبوا الفواحش بالنساء و الصبيان (2) .
العشائر و القرى
تحيط بمدينة خانقين القرى و البلدات الكوردية من جميع الجوانب و الأطراف، على سبيل المثال نذكر عدداً من هذه القرى التي تسكنها العشائر الكوردية، بأفخاذها و فروعها المتعددة كعشيرة باجلان و دلو و أركوازي و سورميري و كاكه يى و جمور و تالباني و زهاو و زنگنه و ملكشاهي و كلهور و جاف و هموند و شوان و شرف بياني و لك الخ. القرى التي تحيط بخانقين هي: 1- ئاواى ئه باسى،، 2- ئاواى ئه مين باپیر، 3- ئاواى ئه ركه وازى، 4- ئاواى ئه كبر حه يده ر، 5- ئيمام زاده مه حمه د، 6- ئه حمه د هلال، 7- ئاواى بانميلى كويخا حه بيب، 8- ئاواى بانميلى كويخا نامدار، 9- بانميلى شه ريكه، 10- بان زه مان، 11- باوه ئيسماعيل، 12- باوه چوار کلاو، 13- باوه پلا وى بنئيمام، 14- باپلاوى قه لا، 15- ئيمام زاده ره زا، 16- ئاواى توتگ، 17- تازه دى، 18- دى ميه خاس تايرآغا ،19- ديى تاير به گ، 20- په له چه فتى كا كه ييه كان، 21- په له چه فتى كويخا شامراى، 22- په لکانه، 23- پویکه، 24 - سه ى برزو، 25- ديى جه ماله له ك، 26- ئاواى خه يرى، 27- ئاواى خه ليل به گ، 28- ديى سه ى خه ليل، 29- خه يال، 30- خدر بدر،31- خدرى بچووک، 32-توله فروش، 33- داره خه سره و، 34- داره خورماى مه حمه د سالم، 35- داره خورماى سه ى غه ريب، 36- ده روه نجق، 37- دروو، 38- ره حامله، 39- رزگارى، 40- ئاواى سه ي مه حمه د، 41- ئاواى سه ى ره شيد، 42- ئاواى سه يده، 43- ئاواى شيرگ، 44- قاميشلان، 45- قه لا، 46- قوله يه هودى، 47- قه له مه ى خواروو، 48- قه له مه ى سه روو، 49- قه سرول مه ليك، 50- ديى قادر جومعه، 51- كيه ودى، 52 ديى فتحوللا به گ، 53- كانى بز، 54- كانى ماسى، 55- كانى ماسى باجه لان، 56- كانى شيرنه، 57- كانى زه رد، 58- كارز بان، 59- كارز خوار، 60- كه لاى ميره، 61- ديى گه ره پله، 62- گاکول، 63- گه بیه، 64- گومه زه رد، 65- گوركوشي بچووک، 66- گورکوشى گه وره، 67- ديى حوسه ين به گ، 68- ئاواى مه حمه د شير به گ، 69- ئاواى مه ردان، 70- ئاواى موباره ك، 71- ئاواى ميه خاس دارا، 72- مه لا عه زيز، 73-ميه خاس مه لا ره حمان، 74- مه لا ته يب، 75- ئاواى مه لكشاى، 76- مالاس، 77- مه نزه ريه، 78 - موسته فا پاشا، 79- سه وبلاخى بچووک، 80- سه وبلاخى گورا، 81- سه ى ره حمان، 82- شيروان، 83- شامراى ورگه، 84- ديى مه جيد قادر ئاغا، 85- ديى مه حمود عه لى خان، 86- ديى مه لا حه سه ن،87- ديى موسا عوسمان، 88- ديى حاجى برايم، 89- ديى حاجى قادر، 90- خيلى، 91- ئاواى حاجى، 92- ئاواى مله كنار، 93- عه بدوللا به گ، 94- عه بدوللا گوران، 95- عاليآواى كويخا زوراب، 96- عاليآواى سالم، 97- ئاواى قرامين، 98- نورى ميكايل، 99- سه ى ئه حمه د، 100- وه دوورى، 101- ديى عه لى مراى، 102- يوسف به گ، 103-ديى هاجه ر، 104- نه ي كه نه، 105- بى لوله، 106- چم جه قه ل، 107- باريكه، 108- ئاواي ده كه، 109- مله و كُنار، 110- گوره شه له، 111- كُنا ئه منيه، 112- پرویزخان، 113- سه رته ك.
الشاعر المجدد گوران له شعر في وصف إمارة بابان وجاء في سياقه ذكر (خانقين) حیث أنشد:
خانقين و مه نده لى خاكى گه رميان ترجمته خانقين و مندلي أرض گرمیان
سه ر به سه ر ئه كه ن ئه رضى بابان من أقصاها إلى أقصاها إمارة بابان
نهر هَلوند - الوند
"الوند" هي كلمة كوردية (آرية) قديمة و تعني "العلو- الإرتفاع". هذا الإسم يطلق على جبل يقع بين أسد آباد و همدان (عاصمة الإمبراطورية الميدية الكوردية التي حكمت مناطق شاسعة من الشرق الأوسط قبل الميلاد)، حيث إنها واحدة من السلاسل الجبلية العالية التي تقع في أرض الكورد. أما صياغة الكلمة بطريقتين "هلوند" و "ألوند"، فهذه شائعة عند الكورد، تُقال "هلوند" أو "الوند" و الأصل هو "هل" أي "العالي" و كلمة "وند" هي لاحقة، كما في "ريزوند" و "جليله وند" و "كاكه وند" و "ره شه وند" و " دينار وند" و "يوسف وند"... الخ. هذه أسماء لعشائر كوردية التي تأتي مع اللاحقة "وند". بما أن منبع الوند يقع في جبل (دالاهو)، لذلك سُميت ب"هلوند- الوند" كما أسلفنا، حيث أنّ "هل" تعني "العلو" و "وند" هي لاحقة. إننا نقول في اللغة الكوردية "هلس" و أيضاً نقول "ألس" أي "إنهض" و نقول "هلپرگه" و "آلپرگه" أي "الرقص الكوردي" و الترجمة الحرفية للكلمة تكون "الطفر العالي". نقول "هلات" و "ألات" أي "أطلّ و ظهر" مثل إشراقة الشمس و طلوع القمر في كبد السماء. نقول للإنسان ذي القامة العالية "هلكوت" و "ألكوت" و نقول "هلدان" و "ألدان" أي "الرفع" و نقول "هلگر" و "ألگر"، أي "إرفع" ... الخ.
كانت منطقة زهاو و التي كانت تشمل أراضي واسعة تشمل مدينة جلولاء التي كان إسمها "هلون". عند الإحتلال العربي للمنطقة، عُرّبت إلى "حلوان" مجاراةً للغة و اللفظ العربي و لم تبقَ من تلك الكلمة غير إسم النهر "هلون- الون". المنبعان اللذان يرفدان نهر الوند، يقعان في جبلي (دالاهو) و (قلاجة). إنهما يأتيان من أعالي جبال شرق كوردستان، لكن المنبع الرئيسي للنهر هو منبع "إسكندر" الذي يقع في جبل (دالاهو) في غرب جبال زاگروس و الذي يقع في شرق مدينة (زهاو) و تبعد 32 كيلو متراً عن شمال قرية (ريژاو). يسلك النهر مجراه داخل (ريژاو) إلى مضيق (پیران) و بعدها ينحدر النهر إلى الأسفل حيث يصل إلى سهل قرب (بان زرده). في مسيره الطويل بين الجبال و الوديان لتكملة مشواره، تتصل ب"ألوند" عدة روافد صغيرة كنهر (بان زرده) و (ياران) و (بشيوه) و (قلاشاهين) و ( ديره) و ( گُلان). بعد رفده من هذه الأنهر، و خاصةً في فصل الصيف حين تذوب الثلوج و تصب مياهها في (الوند)، يصبح رافداً كبيراً و جارفاً بشموخه و هديره العالي، فيصل إلى مدينة (سر پول زهاو)، حاملاً بشارة الخير و النعيم لأهلها الطيبين. من ثم يودع المدينة سالكاً مجراه بمحاذاة الجانب الشرقي لسلسلة جبل (بازي دراز). بعد هذا المسير الطويل في إختراقه للجبال و السهول، يصل الوند إلى (قصر شيرين)، مدينة العشق الكوردي. بعد معانقته لمدينة معشوقته، شيرين و قبل أن يترك المدينة مرغماً بقوانين فرضتها الطبيعة و الجغرافية عليه، يلتقي به النهر المتأتي من المنبع الثاني للنهر و الآتي من جبل (قلاجة) الذي يبعد 24 كيلو متر عن مدينة (هارون آباد) (إسلام آباد)، مكوّناً نهر (كفراور). خلال مسير النهر الآتي من جبل (قلاجة)، ترفده المياه التي تأتيه من جبل (چیاکوئي) و (سگان)، ثم يستمر النهر إلى قرية (ديره) و بعدها إلى قرية (جگرلو) و يدخل (قصر شيرين) بهدوء، ثم يصب في نهر (الوند). بعد أن يصب الرافد الآتي من (قلاجة) في الوند، يستمر في سيره نحو قرية (نصر آباد) و في هذه القرية يتصل به نهران آخران هما (چم إمام حسن) و نهر (تنگاب)، و من ثم يكمل مسيره و يخترق الحدود المصطنعة ليصل إلى مبتاغه بوابة زاگروس و عروسة گرمیان مدينة (خانقين)، المدينة التي أبت إلا أن تكون كوردستانية، ثم يودع الوند خانقين و يتوجه نحو سيروان، بعد هذا اللقاء العفوي مع سيروان، يصب النهران في دجلة و تختفي هويتهما الكوردية. يبلغ طول نهر"هلوند- ألوند" من منبعه في (دالاهو) إلى مصبه في ((سيروان) و من ثم في نهر (دجلة) (280) كيلو متر و إرتفاعه في المنبع عن سطح البحر (1500) متر. النهر من بدايته إلى نهايته، حيث تتقاسمه دولتان، إسمه "هَلوند- الوند" و الشعب الذي يعيش على شاطئ هذا النهر منذ فجر التاريخ إلى الآن هو الشعب الكوردي.
يذكر الدكتور رشيد ياسمي الأستاذ في جامعة طهران في صفحة (75) من كتابه الشهير "الأكراد و علاقاتهم التأريخية و العرقية"، الطبعة الثالثة: أن الملك الاشوري اسرحدون كان يواجه حملات خشثريته الميدي و المتحالفين معه في بيت (همبان) قرب ملتقى نهري الوند و ديالى. توجد مقاطعة كوردية قديمة بين (المسٌيب) و (كربلاء) تحمل إسم "الوند" و يجري فيها نهر يحمل الإسم نفسه. إنّ المقاطعة أخذت إسمها من إسم نهر الوند الموجود فيها. كما أنّه يبدو أنّ سكان المنطقة الكورد القدماء قاموا بتسمية النهر في هذه المنطقة تيّمناً بنهر الوند الأم الموجود في كوردستان. هذه المقاطعة إلى اليوم اِسمها "الوند" وفيها شريحة كوردية باقية إلى الآن، حيث توجد فيها قرية "الفيلية" التابعة لمحافظة كربلاء. يذكر هذه المقاطعة الدكتور علي الوردي في كتابه الشهير "لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث"، الجزء الخامس، القسم الأول صفحة (294-295): (الوند) اِسم يُطلق على مقاطعة بين (المسٌيب) و (كربلاء) و يوجد فيها قصر أو قلعة قديمة، ثم يضيف الوردي نقلاً عن علي بازرگان قائلاً: كنت أتردد على (طويريج) و نهر (الوند).
"الوندي" إسم إحدى أفخاذ قبيلة "كلهور" التي تسكن في المناطق المتاخمة لنهر الوند في شرق كوردستان منذ أزمنة سحيقة. توجد في شمال إيران في محافظة مازندران منطقة إسمها (كورد محلة) و فيها عشيرة كوردية إسمها ( الوند كيا). (الوند) إسم قرية في (بهبهان)، سكانها من ( الكورد) اللور و إسم لقرية في (خراسان). (الوند آباد) قرية تقع قرب مدينة (ساوه) في وسط إيران. هذه المعلومات مذكورة في في صفحة 3281 من كتاب "لغتنامه"، الجزء الثالث لمؤلفه "دهخدا". يعتبر الكتور أحمد خالد الموسوعة المذكورة لمؤلفها "دهخدا"، أهم عمل علمي أخرجته العبقرية الفارسية في فجر الألفية الثالثة.
(الوند) طور من المقام الكوردي الخاص بأهل (خانقين). (الوندي) لقب لكثير من الكورد الذين تشرفوا بحمل هذا اللقب منهم المطرب المعروف (خليل الوندي) و الكاتب (محمود الوندي). (الوند) جبل عال جداً بين (همدان) و( أسد آباد) ينبع من هذا الجبل عدد من الأنهر و فيه عيون ماء تقدر بالآلاف و من المرجح تسمية الجبل بهذا الإسم جاء بسبب ارتفاع الأنهر فيها، على خلاف كثير من الجبال التي تنبع مياهها من الأسفل، فأن جبل (الوند)، ينابيعه تقع في أعلى قمة الجبل. هذا ما يذكره مؤرخون و رحالة عرب. عند تجمع المياه في أسفل الجبل، ينبثق منها نهراً كبيراً يخترق منطقة (لكستان)، حيث يسمى النهر في هذه المنطقة ب(سَيمرة) و يستمر بمحاذاة محافظة (إيلام) إلى أن يصب في الخليج، قاطعاً مئات الكيلو مترات.
جاء في (صحاح الفرس) أبيات شعر باللغة (الپهلوية)، اللغة التي كانت يتكلم بها الكورد و بعض الشعوب الآرية قبل الإسلام. يذكر فيه جبل ( الوند) حيث يقول:
خذه ذايه كى زممان وى ته خوش نى
كوه ( الوند) و دامان وى ته خوش نى
ارته اويان خويش و نازنينان
جما شامان و بامان وى ته خوش نى.
بعد تحرير العراق على يد الجيش الأمريكي و ذهاب الطغمة الحاكمة و على رأسها المقبور صدام حسين إلى حيث مكانه الطبيعي في مزبلة التأريخ، سنحت الفرصة للشيعة و الكورد كي يستنشقوا نسيم الحرية و يحصلوا على حقوقهم التي سُلبت منهم على مدى قرون. بفضل الديمقراطية الفتية، نال الشعب الكوردي جزءً من حقوقه المسلوبة و يكافح الآن بإسلوب حضاري و ديموقراطي من أجل إسترداد الأجزاء الأخرى التي لاتزال غير تابعة إدارياً لإقليم جنوب كوردستان، وهي تنشد يوم الخلاص و العودة إلى حضن الإقليم. أثناء هذه المرحلة التي تُعقد فيها إجتماعات ولقاءات معمقة بين حكومة إقليم كوردستان و الحكومة الفدرالية (الإتحادية) في العراق و في أثناء هذه التحركات الدبلوماسية، نسمع أصوات من هنا و هناك لمن لاتروق لهم الديمقراطية و لا يستطيعون العيش في أجواء منتعشة و غير قادرين على إستنشاق الهواء النقي، نسمعهم يرددون بإسلوب ميكافيلي بين حين و آخر بأن (خانقين) هي مدينة التآخي و يقال نفس الكلام عن (كركوك) و (مندلي) و (بدره) و غيرها من المدن الكوردستانية. لم نسمع من أصحاب هذه الأصوات و لو لمرة واحدة التفوّه بأن (كوت) مدينة التآخي مع أن نفوس الكورد فيها لاتقل عن العرب و المدينة هي أصلاً كوردستانية، حيث إستُعرب الكثير من سكانها بعد الغزو العربي الإسلامي (للعراق). لم نسمع من هؤلاء السادة و لو لمرة واحدة أن يذكروا بأن مدينة (بعقوبة) هي مدينة التآخي، حيث لا يخفى أن سكانها العرب هم مستوطنون جاءت بهم الحكومات العروبية من غرب العراق لتعريبها و كذلك المدن الأخرى التي تم تعريبها وفق خطط مرسومة على مدى التاريخ القديم و الحديث. إذاً نتساءل هنا لماذا فقط المدن الكوردية التي قام المحتلون بتوطين ثلة من شراذمها فيها، تُطلق عليها "مدن التآخي" و لا تُطلق هذه التسمية على المدن التي هي في وسط وجنوب العراق و التي عُربت رغماً عن إرادة أهلها ولازالت فيها شرائح كبيرة من الكورد، حيث يحافظون على لغتهم و عاداتهم و تقاليدهم الكوردية. أليس لهؤلاء الحق كما للمكون الآخر، الذي إستحوذ على هذه المدن و على كل شيء، أن تكون في مدنهم عدالة و إنصاف و حقوق مثلما تنعم بها الآخرون في إقليم كوردستان أم ماذا؟!!.
المصادر
1- الإمارة الحسنوية في الدينور و شهرزور/ د جليلة ناجي، مجلة المجمع العلمي الكردي/ المجلد الثالث طبع سنة 1975، الكامل
في التاريخ ج 6: ص 271.
2- الحوادث الجامعة: ص 241- 242.
3- لانقول أن (الوند ميرزا) كوردي ولكن هذا الإسم من الأسماء الكوردية و ليس له وجود في اللغات التركية.